للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الله الورّاق في مقدّمة فوائده (١) : ".. فإنّي وقفت على إجازة بيد شيخنا (محمَّد بن عبد العزيز الورّاق) .. فيها أسماء جماعة من المشايخ الصّلحاء قد أجازوا فيها ... فأحببت أن أُخرّج عن كل شيخ منهم شيئا من مرويّاته؛ لتحصل فائدة هذه الإجازة المباركة لمن تصل إليهم ... " اهـ، فجعل وصول هذه الرّوايات من طريق شيخه فائدة لمن وصلت إليه.

والنّقل عن أهل العلم كثير في هذا الجانب (٢) .

وواقع فوائد المهروانيّ من أقرب الأدلّة على ما نصّ عليه من تقدّم ذكرهم، فلم أقف على أنّ المخرّج الخطيب البغداديّ قد روى خارجها أيّ حديث من أحاديثها عن شيوخه أنفسهم، بل أجده يرويها عن غير شيخه الّذي انتقى الحديث عنه هنا، إلاّ حديثا واحدًا (٣) لعلّه وهم فيه، أو نسي أنّه رواه عنه والله تعالى أعلم.

مع أنّي لا أقول إنّ هذا التّعريف لكتب الفوائد جامع مانع، ففيه بعض القصور ولا شك، إلاّ أنّهم وضعوا أيديهم على عين الحقيقة، وجوهرها ... فكتب الفوائد كثيرة، ومتشتّتة، ومادّتها مختلفة، ومتنوّعة، وموضوعاتها متفرّقة، كذا طريقة تأليفها أو تصنيفها ليست متشابهة ومطّردة، فلا يمكن جمعها في تعريف واحد جامع مانع إلا بعد سبر أغوارها، والنّظر فيها نظرًا دقيقا متأمّلاً ...

فيعتذر لهم بأنّهم قصدوا تعريفها بذكر أهمّ شيء فيها، والنّصّ على


(١) انظر ص/٢٥١ رقم/١١٤.
(٢) انظر: فوائد يحيى بن معين (ص/١٥٥) ، والمستدرك (٣/٣٥٢) ، وتأريخ بغداد (٣/٤١٧- ٤١٨، ٨/٧٢، ١٤/١٧٩) ، والجامع (٢/٢١٩- ٢٢٠) ، والحطّة (ص/ ٦٩- ٧٠) ، وغيرها.
(٣) وهو الحديث ذو الرّقم: ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>