للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكأن المجلد أطلق قديما على ما يسمى بالكراسة، التي هي إلى وقتنا هذا تقدر بعشر ورقات.

أما تقدير المجلد حديثًا فليس له معيار معين.

وكان بعض الوراقين يتجازون مهمتهم الأصيلة إلى صناعة التأليف. قال ابن النديم١:

"كانت الأسمار والخرافات مرغوبا فيها مشتهاة في أيام خلفاء بن العباس وسيما في أيام المقتدر، فصنف الوراقون وكذبوا، فكان ممن يفتعل ذلك رجل يعرف بابن دلان، واسمه أحمد بن محمد بن دلان، وآخر يعرف بابن العطار، وجماعة".

وكما كان هناك وراقون قد نصبوا أنفسهم لهذه الصناعة في السوق، كن هناك وراقون خاصون. فمنهم دماذ أبو غسان٢ كان يروى عن أبي عبيدة، وكان يورق كتبه، وأخذ عنه الأنساب والأخبار والمآثر.

وكان لأبي عثمان الجاحظ أكثر من وراق؛ فمنهم أبو يحيى زكريا بن يحيى ذكره القالي في الأمالي٣، وياقوت في معجم الأدباء نقلا عن ابن النديم٤. ومنهم أبو القاسم عبد الوهاب بن عيسى، ذكره الخطيب لي تاريخ بغداد٥ والزبيدي في تاج العروس، وكانت وفاته سنة ٣١٩ فيما ذكره الخطيب.

وكان لأبي العباس محمد بن يزيد المبرد وراقون٦ منهم ابن الزجاجي واسمه


١ الفهرست ٤٢٨.
٢ الفهرست ٨١.
٣ الأمالي ١: ١٤٨
٤ معجم الأدباء ١٣: ١٠٦
٥ تاريخ بغداد ٥٦٩٥.
٦ تاج العروس ١٠: ١٠٨.

<<  <   >  >>