غير أني أردت أن أقدم لطلاب العلم في جامعة الأزهر وغيرها من الجامعات الإسلامية مرجعًا شاملًا يهديهم على طريق البحث، وقد جمع هذه الشُّعَب كلها في إيجاز بلا إخلال.
لقد استفدت ممن كتبوا قبلي ورادوا هذا الطريق، ومزجت ذلك بتجارب شخصية ومعاناة خاصة هي حصيلة الإشراف على رسائل كثيرة لدرجتي الماجستير والدكتوراه، وبحوث طلب مني تقويمها، والحكم لها أو عليها، والتدريس لطلبة الدراسات العليا.
إني أكتب عن تحقيق التراث، وأجمع خبرات أعلامه، ولم يسبق لي التحقيق وإن كنت الآن أعيش مع مخطوطة في النحو صغيرة، اسمها "الضوابط الحسان فيما يتقوم به اللسان" لأبي العباس، شهاب الدين أحمد، وذلك حيث لا يفوتني الإسهام في هذا الطريق النبيل.
ومع هذا, فقد عشت مشاكل التحقيق وعثراته من خلال من ناقشت رسائلهم في التحقيق، أو من أشرفت عليهم ممن اختار هذا المجال البحثي طريقًا للدرجة العلمية, وقد جاء هذا المصنف والحمد لله في ثلاثة أبواب:
الباب الأول: في أصول البحث العلمي وقواعده.
وجاءت موضوعات هذا الباب في فصل واحد فقط.
وأما الباب الثاني: فقد خصصته للتعريف بالمكتبة الإسلامية.
وعرضته في فصلين:
أولهما: دراسة تاريخية وميدانية للمكتبة الإسلامية.
والآخر: في مصنفات التراث.
وفيه تسعة مباحث عرضت فيه أصول المراجع في فروع المعرفة الإسلامية.