للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النوم، أو يسعهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا، وهم يتلون كتاب الله؟ أما إنهم لو فهموا ما يتلون وعرفوا حقه، وتلذذوا به، واسْتَحْلُّوا المناجاة به، لذهب عنهم النوم، فرحًا بما

رزقوا.

فأما من كان معه القرآنُ، فنام عنه بالليل، ولم يعمل به بالنهار، فإنه ينتصب له خصمًا يوم القيامة، يطالبه بحقوقه التي ضيعها. روى أحمد من حديث سمرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «رأى في منامه رجلاً مستلقيًا على قفاه، ورجلٌ قائم بيده فهرٌ، أو صخرةٌ، فيشدخ بها رأسه، فيتدهده، فإذا ذهب ليأخذه عاد رأسه كما كان، فيصنع به مثل ذلك. فسأل عنه فقيل له: هذا رجلٌ آتاه الله القرآن، فنام عنه بالليل، ولم يعمل به بالنهار، فهو يفعل به ذلك إلى يوم القيامة» .

وفي حديث عمرو بن شعيب مرفوعًا: «يمثل القرآن يوم القيامة رجلاً، فيؤتى بالرجل قد حمله فخالف أمره، فيتمثل له خصمًا، فيقول: يا رب حمَّلتَهُ إياي، فبئس حامل، تعدَّى حدودي وضيع فرائضي، وركب معصيتي، وترك طاعتي فما يزالُ يقذفُ عليه بالحجج حتى يقال: شأنك به. فيأخذه بيده، فما يرسله حتى يكبَّه على منخره في النار.

ويؤتى بالرجل الصالح: كان قد حمله، وحفظ أمره، فيتمثل له خصمًا دونه، فيقول: يا رب: حمَّلته إياي فخير

<<  <   >  >>