وقلوبُنا كالحجارة أو أشدُّ قسوة؟ كم يتوالى علينا شهرُ رمضان، وحالنا فيه كحال أهل الشِّقْوَة؟ أين نحن من قوم إذا سمعوا داعيَ الله أجابوا، وإذا تليت عليهم آياتُه وجِلَت قلوبهم وأنابوا؟
فصلٌ في العشْرِ الْوُسَط
عن أبي سعيد رضي الله عنه، قال:«كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يعتكفُ في العشر الوُسَطِ من شهر رمضان» وقد دل الحديث: على أنه كان يعتكف العشر الوُسط لابتغاء ليلة القدر. وفي رواية:«أنه اعتكف العشر الأول، ثم اعتكف العشر الوسط، ثم قال: «إني أتيتُ فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحبَّ أن يعتكف فليعتكف، فاعتكف الناسُ معه» .
وقد ورد الأمرُ: بطلب ليلة القدر في النِّصف الآخر من رمضان، وفي أفراد ما بقي من العشر الوسط، وهما: ليلة سبع عشرة، وتسع عشرة، أما الأول: فروى الطبراني عن عبد الله بن أنيس أنه - صلى الله عليه وسلم - سئل عن ليلة القدر؟ فقال:«رأيتُها وأُنْسِيْتُها، فتحرَّوها في النصف الآخر» الحديث. وكلُّ زمانٍ فاضلٍ من ليلٍ أو نهار، فإن آخره أفضلُ من أوله.
وأما الثاني: فروى أبو داود عن ابن مسعود مرفوعًا: «اطلبوها ليلة سبع عشرة» ، وقالوا: إن صبيحتها كان يوم بدر. والمشهور عند أهل السِّير والمغازي: أن ليلة بدرٍ ليلةُ سبع