للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بالأرض، وقال: لسنا نرى هذا في السنة كلِّها إلا في هذه الليلة.

ومُقْعَدٌ دعا الله فيها فأطلقه، ومقعدةٌ كذلك، وأخرسُ ثلاثين سنة دعا الله فأطلق لسانه وتكلَّم.

وذكر الوزير أبو المظفر: أنَّهُ رأى ليلةَ سبع وعشرين-وكانت ليلة جمعةٍ- بابًا في السماء مفتوحًا شاميَّ الكعبة، ظنه حيال الحجرة النبوية، ولم يزل كذلك إلى طلوع الشمس.

وإن وقع في ليلةٍ من أوتار العشر ليلةُ جمعةٍ، فهي أرجى من غيرها.

[فصل في العمل في ليلة القدر]

ثبت عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» . وفي المسند عن عبادة: «من قامها ابتغاءها، ثم وقعت له غفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر» . وللنسائي في حديث قتيبة بن سعيد عن سفيان: «غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر» قال الحافظ: وإسناده على شرط الصحيح.

وقيامُها: إنما هو بالتهجد فيها والصلاة. وقد أمر - صلى الله عليه وسلم - عائشة بالدعاء فيها. قال سفيان: الدعاءُ في الليلة أحبُّ إليَّ من الصلاة. وإذا كان يقرأُ ويدعُو، ويرغبُ إلى الله في الدعاء والمسألةِ، لعله يوافق.

<<  <   >  >>