للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قد غفرت له ورضيت عنه. ورجل يقوم من الليل، فيقول الله: أليسَ قد جعلتُ الليل سكنًا، والنوم سُباتًا؟ فقام عبدي هذا يصلِّي، يعلمُ أنَّ له ربّاً يغفرُ الذنب، فيقول الله لملائكته: انظروا ماذا يطلبُ عبدي؟ فتقول الملائكة: أي رب رضاكَ ومغفرتك، فيقول الله: أشهدكم أني قد غفرت له ورضيت عنه» .

وروى أحمد عن عقبة مرفوعًا، قال: «رجلان من أمتي يقوم أحدهما من الليل، يعالج نفسه إلى الطهور، وعليه عُقَدٌ، فيتوضأ، فإذا وضأ يديه انحَّلت عُقدةٌ، وإذا مسح رأسه انحلت عقدة، وإذا وضَّأ رجليه انحلت عقدة، فيقول الله - عز وجل - للذين وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه يسألني، ما سألني عبدي هذا فهو له» .

وفي الأثر المشهور: «كذب من ادعى محبتي، فإذا جنَّه الليل نام عنِّي، أليس كل محب يحب خلوة حبيبه؟ فها أنا مطلع على أحبابي، إذا جنّهم الليل، جعلت أبصارهم في قلوبهم، فخاطبوني على المشاهدة. وكلَّموني على حضوري، غدًا أقرُّ أعين أحبابي في جناتي» .

ينزل الله تعالى كلّ ليلة إلى سماء الدنيا، فيقول: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من داع فأجيب دعوته؟ إلى أن ينفجر الفجر؛ كان بعض السلف يقوم

<<  <   >  >>