للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

واغتسل بين العشاءين يعني المغرب والعشاء.

وروي عن علي رضي الله عنه: أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يغتسلُ بين العشاءين كل ليلةٍ، يعني من العشر الأواخر. وفي إسناده ضعف. وروي عن حذيفة رضي الله عنه، أنه: قام مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلةً في رمضان، فاغتسل، وبقي فضلةٌ، فاغتسل بها حذيفةُ، رواه ابن أبي عاصم.

قال ابنُ جرير: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كلَّ ليلةٍ من ليالي العشر الأواخر، ومنهم من كان يغتسل ويتطيبُ، في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر. وروي عن أنس: أنه إذا كان ليلةُ أربع وعشرين اغتسل وتطيَّب، ولبس حُلَّةً وإزارًا ورداءً، فإذا أصبح طواهما فلم يلبسهما إلى مثلها من قابل.

وقال حمَّادُ بن سلمةَ: كان ثابتٌ وحميدٌ: يلبسان أحسن ثيابهما، ويتطيبان، ويطيبان المسجد بالنضوح والدُّخنة، في اللِّيلة التي تُرجى فيها ليلة القدر.

فيستحبُّ في الليالي التي تُرجى فيها ليلةُ القدر: التنظُّفُ، والتطيُّبُ، والتزيُّن بالغسل والطيب، واللباس الحسن، كما شُرع ذلك في الجمع والأعياد. وكذلك يشرعُ أخذُ الزينة بالثياب، في سائر الصلوات، كما قال تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} وقال ابن عمر: الله أحق أن يتزين له؛ وروي عنه مرفوعًا.

<<  <   >  >>