ما شاء الله من ذلك، فكأنه تقاصر أعمار أُمته أن لا يبلغوا من العمل الذي بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلة القدر خير من ألف شهر.
وروي عن مجاهد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - «ذكر رجلًا من بني إسرائيل لبس السلاح ألف شهر» فتعجب المسلمون من ذلك، فأنزل الله هذه السورة:{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} التي لبس فيها ذلك الرجل السلاح في سبيل الله ألف شهر. وقال النخعي: العملُ فيها خبرٌ من العمل في ألف شهر سواها.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه» . وفي المسند عن عبادة مرفوعًا:«من قامها ابتغاءها، ثم وقعت له غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر» . وفي المسند والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: في شهر رمضان: «فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم» .
قال جويبرٌ، قلتُ للضّحَّاكِ: أرأيتَ النُّفساءوالحائض، والمسافر والنائم، لهم في ليلة القدر نصيبٌ؟ قال: نعم؛ كُلُّ من تقبل الله عمله، سيعطيه نصيبه من ليلة القدر.
المعوَّلُ على القبول لا على الاجتهاد، والاعتبارُ ببر
القلوب وطهارتها، لا بعمل الأبدان، رُبَّ قائمٍ حظَّهُ من قيامه