للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٢٥٦ - ولقد كان من السهل اليسير جدا على جيش الإخوان أن يتابعوا زحفهم حتى يدخلوا الحجاز في ذلك الحين، ولكن أوامر الملك ابن السعود ردتهم عن ذلك؛ واكتفى بهذه الضربة لعل الحسين يرعوى، ويستيقظ من حماقته، وغطرسته.

٢٥٧ - لكن الحسين كان عنيداً، ضيق التفكير معجبا بنفسه. كتب إليه ابن السعود يخطب وده، ويرجوه أن يعمل على جمع كلمة أمراء العرب، ولمِّ شملهم، بعقد مؤتمر منهم يعمل على إطفاء نار الفتن من بينهم حتى لا يكونوا لقمة للعدو الذي يتربص بهم الوهن والضعف من وراء تناحرهم فكتب إليه الحسين كتابا لا. يليق أن يصدر من رجل عادى فضلا عن شريف عظيم يريد أن يكون خليفة للمسلمين. وأخذ مع هذا يبث جواسيسه ودعاته لإشعال نار الفتنة في عسير حتى قامت فيها ثورة أطفاها الملك ابن السعود قبل استفحالها.

٢٥٨ - فلما رأى السعوديون أن الحسين لا يكف شره، ولا يترك فرصة في الكيد لهم إلا انتهزها، أمر جلالة عبد العزيز الشريف البطل، خالد بن لؤى أن يهجم برجاله على الطائف، فتقدم إليها ووصلها في أول صفر سنة ١٣٤٣، وفر من كان فيها من جند الهاشميين واستولى عليها في السادس من صفر.

٢٥٩ - فجمع الشريف الحسين جيشاً مهلهلا استأجر رجاله من أهالي مكة والأغراب المقيمين فيها والاعراب حولها، فالتقى بهم جيش الإخوان في لهدا، فما هي إلا جولة تمزق فيها الجيش الحسيني وولى منهزما إلى مكة، وتابع

<<  <   >  >>