التوحيد، لا آله إلا الله محمد رسول الله. اللهم صلى وسلم وبارك عليه. أني والله وبالله وتالله أقدم دمي ودم أولادي وكل آل سعود فداء لهذه الكلمة لا أضن به. والثاني هذا الملك جمع الله به شمل العرب بعد الفرقة وأعزهم به بعد الذلة، وكثرهم بعد القلة، فإني كذلك لا أدخر قطرة من دمى في سبيل الذود عن حوضه. وقد عودني الله سبحانه وتعالى ومن كرمه وفضله أن ينصرني على كل من أراد هذا الملك أو دبر له كيدا، لأني جعلت سنتي ومبدأي أن لا أبدأ أحدا بالعدوان؛ بل أصبر عليه وأطيل الصبر على من بدأني بالعداء وأدفع بالحسنى ما وجدت لها مكانا، وأتمادى في الصبر حتى يرميني البعيد والقريب بالجبن والضعف. حتى إذا لم يبق للصبر مكان ضربت ضربتي فكانت القاضية، وكانت الآية على ما عودني الله من فضله. والحمد الله رب العالمين.
٢٧٨ - سجايا فطر الله تعالى عليها عبد العزيز: الحلم البعيد المدى والشجاعة النادرة، وقوة الفصاحة التي لا تبارى، والقلب المملوء بالعلم والحكمة، فإذا خطب ملك القلوب وقاد النفوس العصية، والكرم الذي يجعله كالريح المرسلة، والبساطة في كلامه، ولباسه، وطعامه، ومجلسه، وفي كل شأنه والتواضع الذي يملك على رائية كل مشاعره، والعدل الذي فتح بابه لكل مظلوم، والتنبه الدقيق جداً لكل شأن من شون ملكه حتى لا تفوته صغيرة ولا كبيرة، والصراحة في الحق حتى لا يخشى فيه أحدا ويحبه من كل أحد، ولا يدخر في نصره وسعا. وقوة الذاكرة التي تعي الحوادث والمسائل العلمية مفصلة فلا يند منها شيء،فيجمع شتاتها، ويقرنها ببعضها،