للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واللسان، واستخدموا لذلك كل من يقدرون على استخدامه؛ فقام كل بما وظف له.

٤٤ - فأما رجال اللسان والقلم فأخذوا يشوهون سمعة هذه الدعوة وشيوخها وأتباعها، ويصمونهم بأقبح الصفات، وينبزونهم بأشنع الألقاب، وينسبون إليهم أعظم الجرائم.

٤٥ - فمرة يصفون شيخ الإسلام ابن عبد الوهاب بأنه مدع الاجتهاد والإمامة في الدين، ومحدثٌ مذهباً جديدا غير المذاهب المعروفة، وأنه بهذا يحتقر الأئمة ولا يعترف لهم بالإمامة، ويدعي أنه أعلم منهم وأولى بالإمامة والفضل.

٤٦ - وليت شعري: ماذا على الشيخ محمد بن عبد الوهاب، أو غيره من أهل العلم الأكفاء، أن يسلك إلى العلم طريق الأئمة المجتهدين، ويرجع في كل الأحكام إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم؟ وما فائدة القرآن الكريم والحديث النبوي إذا لم يكن بقاؤهما ليتعلم الناس في كل عصر منهما الإسلام الصحيح والدين الحق؟ وما قيمة ما ثبت عن علماء السلف جميعاً رضي الله عنهم من شديد النهي والتحذير عن التقليد الأعمى لأقوال الرجال والعصبية لفلان على فلان؟ أمن المعقول أن نتبعهم في القول الفلاني، ورأيهم في الحكم الفلاني ونخالفهم في هذا النهي والتحذير الشديد عن التقليد؟ لا، بل إنهم ليكفرون من اتبعه وعمل به وحققه.

٤٧ - فإن كانوا يزعمون أن الله تعالى قد أغلق أبواب الهداية من القرآن والحديث فليأتونا بدليل على ذلك، وإن كانوا يزعمون أن الله لم يشأ خلق العقول التي تفهم دينه الذي حفظه وأبقاه إلى قيام الساعة محجة واضحة للمؤمنين،

<<  <   >  >>