للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحجة قائمة على الكافرين، فقد ضيقوا فضل الله الواسع، وما يجترئ على هذه المقالة إلا جاحد أو غبي، وإن كانوا يزعمون أن القرآن أصعب على الأفهام وأبعد عن عقول أهل هذا الزمان، فذلك والله أبطل الباطل، فأين عذوبة القرآن وسلاسة معانية؟ وسهولة ألفاظه وإعجاز مبانيه، من الكتب التي زعموا أنها الدين والتوحيد في كلامها المعقد، وعباراتها المشوشة، ومعانيها المظلمة، التي يصرف طلابها فيها السنين ولا يخلصون منها بطائل؟!!

٤٨ - وإن زعموا أن الفِطَر قد فسدت، والقلوب قد تغيرت، والأفهام قد صدأت، فنقول لهم: نعم، في هذا صدقتم، ولكن ما أفسد الفطر إلا علومكم العقيمة، وكتبكم المشوشة وطرائقكم الملتوية، ومذاهبكم المعقدة، وأحزابكم وأذكاركم المبتدعة، ومخادعتكم الناس: بأن الله قد فرق الإسلام شيعاً ومذاهب، فرضٌ واجب تقليد واحد بعينه منها والتعصب له، والحمية الجاهلية في الدفاع عن حقه وباطله، وصوابه وخطأه!!؟

٤٩ - نعم فسدت الفطر بما تغرسون في نفوس النشء من أن هذه الآية الظاهرة المعنى الواضحة الدلالة، ليست على مذهب فلان، ولا على طريقة فلان، وهذا الحديث الصحيح الثابت المحكم، لم يأخذ به فلان، وأخذ به فلان، فجعلتم القرآن والسنة عِضِين، آمنتم بما وافق أهواءكم منها ورددتم ما خالفه، وألزمتم الناس ذلك، ففسدت الفِطَر والعقول، وصدأت الأفهام والقرائح، وكيف لا تفسد الفطر ولا تسود القلوب من كل هذا، وقد حلتم بينها وبين غذائها النافع، وروحها وريحانها الذي لا تجده إلا في أصدق الحديث وأطيبه، وأنفعه وأوضحه وأبينه: من قول الله وقول الرسول صلى الله عليه وسلم

<<  <   >  >>