للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

السليم القلب، العارف لربه وعبادته، ولنبيه وهديه وسنته إذا تأمل في هذه الحال تفطر فلبه حسرة.

٨٢ - وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد فتح الله له إلى الهداية الإسلامية بابا من تدبر آيات القرآن الكريم، وأحاديث النبي صلى الله عليه ويسلم، وعرف ما يدعو إليه الإسلام من إخلاص الدين لله، وأن أهل العيينة وما جاورها، وما بعد عنها من البلاد النجدية وغيرها منغمسون في هذه البدع والخرافات الشركية، فأخذته عليهم الشفقة والرحمة، وذهب يدعو إلى الله سرا، ويعظ أصدقاءه وإخوانه، فاستمع بعض من أراد الله هدايتهم لكلام الشيخ وقبل نصيحته. وكان للشيخ من الأخلاق والسجايا الكريمة والعزوف عن زينة الدنيا ومتاعها، والإقبال على العبادة، وكثرة مدارسة العلم وإكرام طلابه، ما حببه إلى كثير من الناس.

٨٣ - لكنه أدار نظره فإذا الميدان واسع المدى، وإذا جند الباطل كثير، وأنصاره أشداء، وتوغل هذه العقائد في النفوس جعل انتزاعها منها أمرا عسيرا، ثم ذكر أن هذه الجاهلية الثانية قد لا تقل عن الجاهلية الأولى في العناد، والعصبية، والحرص على تراث الآباء والأجداد، والفتنة بالمترأسين بالباطل في الدين، والمتعالمين فيه بالجهل والرياء، وأن النبي صلى لله عليه وسلم لقي من الجاهلية الأولى ألوان الأذى، وصنوف الشدائد، وما تغلب عليها وهدم أركانها وقوض دعائمها إلا بالعلم الصحيح الكثير الطيب، والذي كان ينزل به الروح الأمين على قلبه صلى الله عليه وسلم ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين، وبجانب هذا العلم الحديد، فيه بأس شديد، ومنافع للناس الذين

<<  <   >  >>