للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عمل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ويرجفون على الأمير سليمان بذلك وبما قام به ابن معمر من معاونته على إقامة الحد على الزانية فأعظم ذلك جدا وأخذه منه ما قرب وما بعد، وأقامه هذا الحدث وأقعده، وصورت له نفسه ما يكون من عظائم الأمور، إذا هو أرخى لهذا الشيخ ومعينه ابن معمر العنان في هذه الأمور، التي لا عهد لهم بها. فكتب إلى الشيخ يتوعده ويتهدده بالقتل إذا هو لم يرجع عن "تخريب قلوب المسلمين وإفساد دينهم".

١٣٦ - طبعا لم يعبأ الشيخ بهذا الوعيد والتهديد، ولم يعره التفاتا، ثقة بالله، ثم بمساعدة ومعاونة الأمير عثمان بن معمر. فنشط في دعوته. واستمر في جهاده. وطارت الأنباء بذاك إلى سليمان في الحساء، فثارت حميته وأخذته العزة أن شيخا من أولئك المطاوعة الذين كان يستخدمهم الأمراء لأهوائهم وأغراضهم بقليل من متاع الدنيا لا يعبأ بقوله، ولا يسمع لأمره؟! بل ويسخر منه أيضا؟! هذا كثير جدا، وما سمع بهذه الجرأة على الأمراء طول حياته.

١٣٧ - فكتب إلى ابن معمر يشدد عليه الأمر بقتل الشيخ محمد، ويتوعده إذا هو لم يفعل: أن يقطع عنه الألف والمائتي أحمر وما يتبعها من الكسوة والطعام التي يرسلها إليه من الحساء كل عام، فاستعظم ابن معمر ذلك وهاله هذا الوعيد، فكلم الشيخ وأظهر له السآمة والتبرم به والانخزال عنه لأنه لا طاقة له بحرب سليمان وإغضابه، وإنما كان ذلك لأن ابن معمر إنما كان يناصر الشيخ رغبة في الدنيا، وحرصا على

<<  <   >  >>