للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فعلت المرأة الجهنية التي اعترفت للنبي صلى الله عليه وسلم بالزنى فأقام عليها الحدَّ، وصلى عليها، وقال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه "إنها تابت توبة لو وزعت على سبعين لو سعتهم" رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. فلما جاءت هذه المرأة وعرضت أمرها على الشيخ، وأقرت بين يديه بالزنى سأل عن عقلها، فقيل له: هي صحيحة العقل. فقال لها: لعلك غصبت، فأقرت أن ذلك كان عن رضا منها ورغبة، فكرر عليها القول أربع مرات، وهي مصممة على قولها، ثم أمر بها فشُدَّت عليها ثيابها، وأخرجت إلى الساحة، وقام الناس يرجمونها بالحجارة حتى ماتت. وكان أول من بدا بإقامة ذلك الحد وتنفيذه عثمان بن معمر، أمير البلدة.

١٣٤ - فسار خبر هذا الحادث الأعظم في الوديان والبوادي سير البرق، ووقع على القلوب الأثيمة وقع الصاعقة، وارتجفت له نفوس كانت راتعة في الآثام والشرور: أن يَحُلَّ بهم ما حلَّ بهذه المرأة الزانية، إذا نالتهم يد الشيخ محمد ووقعوا تحت طائلة سلطانه، وفرح بذلك المؤمنون الذين يعلمون أن الرحمة والبركة والخير تنزلان من عند الله تعالى عند إقامة الحدود. ويتنزل الغضب وترفع البركة والخير، ويعم الفساد إذا عُطِّلت الحدود، وتركت النفوس المجرمة سائمة ترتع حيث شاءت، وتأتي من المنكرات ما هويت.

١٣٥ - وبلغ هذا النبأ العظيم أهل الحساء – وأميرهم: سليمان آل محمد رئيس بني خالد الذي كان سلطانه يمتد على الحسا والقطيف حتى العارض وكان ابن معمر عاملا له على العيينة، فقام العلماء من أهل الحسا يشوهون

<<  <   >  >>