للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من الجبيلة خرج أهلها يريدون منعهم بالقوة، فتأهب لهم عثمان برجاله. فلما رأى أهل الجبيلة ذلك خلوا بينهم وبين القبة، وقام الشيخ عليها بفأسه، وهدمها بيده، حتى سوَّاها بالأرض، كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد بهدم العزى، وكما صنع علي بن أبي طالب حين بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليمن كما رواه مسلم في صحيحه عن أبي الهياج الأسدي.

١٣ ٠- فعظم ذلك في نفوس العامة والسفهاء وهالتهم هذه الجرأة العجيبة على الآثار المعتقدة والقبور المباركة التي تقصد لقضاء الحاجات ودفع البليات، ووقع في نفوسهم أن ستظهر هذه القبة كرامتها وسرها الباتع في الشيخ الذي تجرأ على إزالتها وهدمها، ولا بد أن يصيب الشيخ من ذلك شر، ولكن الله أراهم إياه في عافية وقوة نشاط {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ} [الزمر:٣٦، ٣٧]

١٣١ - تسامع الناس بهذا الحادث، وتناقله الركبان، فتحدث الناس عن الشيخ، ووقع في قلوبهم له من الهيبة والرهبة أمر عظيم، ووقر في نفوسهم أن الله قد أتى به في هذا الزمان ليجدد للناس عهد الخلفاء الراشدين، في إقامة الحدود الشرعية، وإحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم ونشر راية الإسلام المطويَّة.

١٣٢ - فوفدوا عليه يغترفون من بحر علمه، ويستشفون من أمراض قلوبهم ببليغ وعظه ونصحه.

١٣٣ - وجاءته امرأة، قد زنت، واعترفت لدية بالزنا، وطلبت إليه أن يُطَهِّرها بإقامة الحدِّ عليها، وكان الرجم، لأنها محصنة، وذلك كما

<<  <   >  >>