الدين والدنيا. فلا شرع إلا شرعه ولا طاعة إلا له ولرسوله ولا عبادة إلا بالذي بين في كتابه وعلى لسان رسوله، لا بالقياس والاستحسان.
١٧٣ - فتبين للناس من قول الشيخ وتعليمه الرشد من الغي، والهدى من الضلال، والعلم من الجاهلية. وأيقنوا أن هذه نعمة تفضل بها الله عليهم، لا يحصون شكره عليها، وقام الأمير محمد بن سعود وإخوانه: مشاري وثنيان وفرحان بالوفاء بما عاهدوا الله عليه وأظهروا من الحفاوة بالشيخ والخضوع التام لقوله ونصحه، ما شاع أمره في البلاد.
١٧٤ - فقصد الناس إلى الدرعية، وأمست تعجُّ بالوافدين عليها؛ والمنتجعين لعلم الشيخ من كل فج، وأخذ ينفر من كل بلد إليها طائفة ليتفقوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون، فقويت شوكة الدعوة، وكثر أنصارها، وسلك طريقها أغلب أهالي البلاد المجاورة للدرعية.
١٧٥ - وكان ممن استجاب لدعوة التوحيد أهالي بلدة المنفوحة. فبلغ ذلك دَهام بن دواس أمير الرياض، وصنيعة الأمير محمد بن سعود، فاعتدى على أهلها محاولا بذلك فتنتهم عن دينهم، وإرجاعهم عن صراط الله المستقيم.
١٧٦ - فبلغ ذلك الشيخ والأمير محمدا، فغضب لذلك الشيخ، وجند الله. وقام الأمير محمد لفوره، ومعه إخوانه وجنده وتوجهوا إلى دهام، وكانت بينهم موقعة انتصر فيها حزب الله، صبيان التوحيد، إخوان من أطاع الله، وجرح دهام وقتلت فرسه.