١٧٧ - وكانت هذه شرارة إيقاد نار العداوة والبغضاء وتسعيرها في قلب دهام الخبيث للتوحيد وأنصاره، وفاتحة الجهاد في سبيل الله، الذي لم يكن في كل أدواره إلا دفعاً لعدوان ابن دواس وعريعر بن نجيد رئيس بنى خالد بالأحساء وابنه سعدون وغيرهم من حزب الشيطان، ورداً لكيدهم الذي حاولوا به أن يفتنوا المؤمنين {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}[البقرة: ١٩١] .
١٧٨ - فلما رأى جيش التوحيد ما آتاه من النصر، قوى بأسه، واشتد ساعده ورغَّبَ ذلك النصر الكثير من أهالي البلاد المجاورة في الانضواء تحت راية التوحيد، فقامت رءوس الفتنة في الحريملا، والعيينة، والجبيلة وما جاورها من وادي حنيفة، وكانت بينهم وبين جيش التوحيد مواقع عقد فيها لواء الظفر والنصر على رأس الموحدين.
١٧٩ - وكان كلما أعطى الله النصر لأتباع الشيخ محمد كلما كثر أنصاره، وكلما غاظ ذلك حزب الشيطان، ونكأ في صدورهم وقلوبهم، فيؤلبون من ناحية أخرى، فيذهب إليها الموحدون، فيخرجون من معمعتها ظافرين منصورين.
١٨٠ - كان دهام عنيداً عاتياً صمد لحرب التوحيد سنين عدة، وهو يأخذ بعض البلاد، ثم لا يلبث أن يخرج منها مذؤوماً مدحوراً، ومع هذا لم يفتر ولم ينِ عن متابعة الحرب، بالسنان والسيف، وبالفتنة.
١٨١ - فكان يعمل لإغراء ضعاف العقول والعلم بالارتداد إلى الجاهلية، ثم يجعل من هؤلاء شعلة يحاول بها إيقاد الفتنة بين أتباع الشيخ، فيرد الله كيده في نحره.