١٨٢ - وطالما خادع وأظهر الانضمام إلى جيش الموحدين وأتباع الدين الحق، لكنه لا يلبث أن يكشف الله عن خبث نفسه، ولؤم طبعه ومازال هذا شأنه ثلاثين سنة كاملة حتى دحره الإمام عبد العزيز بن محمد في موقعة سنة ١١٧٨. واستولى فيها على الرياض. وفرَّ دهام إلى بلاد الخرج، بأهله وماله، حتى وافته المنية فيها وحيداً شريداً مرذولا.
١٨٣ - وكان العلماء المزورون والمتصوفون والمتزهدون الفرحون بما لم يؤتوا الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا – عددا كثيرا، وجما غفيرا- تحالفوا على مناوأة الشيخ وتعاهدوا على حربه، وإماتة دعوته، جاهدين صابرين، مصرين على أن لا ينهزموا ما بقي فيهم رمق من الحياة. شأنهم معه يشبه كثيرا شأن قريش وأهل الكتاب مع الرسول صلى الله عليه وسلم الذين حكى الله عنهم في سورة ص قوله:{وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ}[صّ:٤-٧]
١٨٤ - وبجانب هؤلاء المتعالمين وإخوانهم المتزهدين، والمتصوفين تأتى جماعة الأمراء والزعماء الذين حنقوا على الأمير محمد بن سعود، وحسدوه: أن رفع الله ذكره، ومدَّ في ظل سلطانه، إذ قام ينصر هذه الدعوة ويشد أزرها، ويرفع رايتها.
١٨٥ - اجتمع هؤلاء وأولئك على غاية واحدة، وتوافقوا على مقصد واحد: هو القضاء على العالم الكبير محمد بن عبد الوهاب والأمير