للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولأنها دعوة التوحيد التي من أجلها قامت السموات والأرض، وخلق الجن والأنس، ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون.

١٨٩ - كانت الدرعية معهد التربية الدينية والعلمية، والحربية. وكانت حركتها نشيطة عنيفة في كل هذه النواحي من التربية، لا تني ولا تفتر.

١٩ ٠- تجد أهلها: ما بين مكبِّ على لوح من القرآن يحفظه، أو أصل من أصول الإسلام يتعلمه، أو كتاب من كتب الشيخ في شرح التوحيد وما يحققه، وبيان ما يهدمه، أو يبين شروط الصلاة، أو غير ذلك يستظهره. أو نبل يبريه، أو سيف يصقله، أو رمح يقوَّمه، أو فرس يمرِّنه، أو درع يَسْرُده، أو فن من فنون الجلاد والنزال يتقنه، كانت هذه الدرعية على هذه الحركة الدائمة. وكان هذا السر في انتشار دعوة الشيخ وامتداد سلطانها وثباتها أمام العواصف الهوج، والزلازل العنيفة

١٩١ - ومن فضل الله أن بارك في عمر الشيخ، ورزقه من الأبناء والتلاميذ رجالا أشداء في العلم والسيف، يحاربون بالحجة القوية، ويجالدون بالسيف البتار، ويهدمون بكليهما جحور الشرك، ومعاهد الوثنية، والشيخ يجني من ثمار غرسه سرورا وغبطة، فيزداد لله شكرا، ويزيده الله من نعمائه، حتى رأى من تلاميذه من غير بنيه وأحفاده وغيرهم-: دعاة من الرجال، وداعيات من النساء غرس الشيخ فيهم وفيهن هذه الشجرة المباركة الطيبة الأصل والثمر.

١٩٢ - ولقد كان الشيخ رحمه الله يبعث دعاة التوحيد ممن ثقَّفهم بيده

<<  <   >  >>