حتى خالطت حلاوة التوحيد بشاشة قلوبهم، كما كان يعقد بيده الألوية للغزاة والمجاهدين ويزودهم بنصائحه الصادقة وينفخ فيهم من روحه القوية، وشجاعته النادرة، حتى لقد كانوا يخوضون غمار الحرب وهم واثقون من فضل الله: إما بالنصر، أو بشهادة تعجل بهم إلى الجنة.
١٩٣ - وطال عمر ابن سعود كذلك، حتى ربى بنيه على ما أُشربه قلبه من إيمان وشجاعة، وإخلاص في نصرة الحق. وأسس للتوحيد جيشاً قويا من رجال أشداء لا يرهبون الموت ولا يحرصون على الحياة، وجنى هو كذلك من ثمرة غرسه سروراً بما كان يترامى إلى سمعه من انتصارات ابنيه عبد الله وعبد العزيز وحفيده سعود، ويشكر الله على ذلك فيزيده الله من أسباب سروره، ويزيده عزة وتمكينا وبسطة في الملك والمال، حتى مات سنة ١١٧٩ قرير العين بما رأى من عز التوحيد وانتشاره رحمة الله عليه ورضوانه.
١٩٤ - بهذه الروح القوية من الشيخ وآله من آل سعود طار صيت الدعوة، وتعدى حدود نجد إلي الحجاز والعراق واليمن والشام، بل ومصر أيضا.
١٩٥ - وحين وصل صوت الدعوة إلي اليمن، أخذ علماؤها يتحدثون عن شأن الشيخ وشأن دعوته، وقد كان باليمن الإمام العلامة الشيخ محمد الأمير الصنعاني، صاحب كتاب سبل السلام شرح بلوغ المرام، وكتاب تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد. وهو من أنفس الكتب في الدعوة إلى توحيد العبادة، وتطهير القلوب والعقيدة من عبادة الموتى ودعائهم