ولا يخيفون. واستولى على مكة بلا حرب ولا قتال. ونادى في الناس بالأمان ووزع عليهم من كثير الصدقات والأعطية مالا يحصى. وشرع بعد ذلك في هدم القباب والأنصاب التي في مقبرة المعلاة وغيرها من الأماكن التي اتخذها أهل مكة من المطوفين سبيلا إلى ابتزاز أموال الحجاج بالباطل. وكان بمكة عاليها وسافلها ووسطها، وفي بيوتها من ذلك شيء كثير جدا، لبثوا في هدمه عشرين يوما
٢٢٥ - ثم ولى سعود على مكة الشريف عبد المعين بن مساعد ونزل إلى جدة فحاصرها أياما، ثم تركها وكرَّ راجعا إلى مكة فرتب فيها الجند والموظفين ثم عاد قافلا إلى وطنه. ثم ما لبث غالب أن ثاب إلى رشده وبادر إلى مصالحة الإمام سعود، فصالحه ورجع إلى مكة فأقام بها. وكذلك أهالي المدينة المنورة قد أرسلوا ببيعتهم إلى الإمام سعود، في سنة ١٢٢٠، وقاموا بهدم ما في البقيع وغيره من القباب والتي على قبر حمزة، والشهداء.
٢٢٦ - وكان الإمام سعود بعد مصالحة غالب، وإظهاره السمع والطاعة، يحج كل عام بجموع كثيرة من أطراف نحد ونواحيها، وبنى له قصرا بالبياضية بجانب المعلاة على يسار الذاهب إلى منى، وكان يكسو الكعبة كل سنة بالقيلان الأسود وإزارها وبابها من الحرير المطرز بالذهب والفضة، ويقيم في مكة ما بين الثماينة عشر يوما إلى العشرين، يوزع على أهل مكة وضعفائها من الصدقات والأموال شيئا لا يحصى ويتزاور هو والشريف غالب ويتهاديان.