٢٢٧ - وهكذا حج سعود ثماني حجات آخرها في سنة ١٢٢٦ يحج معه كل عام عشرات الآلاف من أطراف هذه المملكة العظيمة، ويكسو الكعبة على الصفة الماضية، ويتصدق على أهل مكة بالصدقات الطائلة والأموال الوفيرة، ويقيم أياما، ثم يقفل راجعا إلى نجد معرجا على المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام فيقضى فيها أياماً يصلى في مسجد الرسول ويوزع على أهلها الصدقات الكثيرة.
٢٢٨ - وفي سنة ١٢٢٦ خرجت من مصر الجيوش الكثيفة بقيادة طوسون باشا بن محمد على باشا، وبدأت الحرب بين الفريقين إلى انتهت بزوال ملك آل سعود من الحجاز ومن نجد، وتشريدهم في البلاد، ومعهم أولاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وجئ بكثير منهم إلى مصر، وبقوا فيها مدة ثم عادوا فارين، أو مأذونا لهم إلى نجد. وأسسوا فيها مرة ثانية دولة سعودية، ودعوة إسلامية، انتابتها أحداث في أدوار نشأتها، حتى استقرت سفينتها أخيرا بعد طول الارتطام، والتقلب مع عواصف الفتن:- على شاطئ النجاة بقيادة ربانها الماهر، وقائدها العظيم جلالة الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود أدام الله تأييده ونصره، وجمع بينه وبين إخوانه ملوك المسلمين الآخرين على أحسن ما يجب الله ورسوله والمسلمون.