للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني عشر: ستة موضوعات من السيرة لها صلة قوية بأسس الدعوة]

من مؤلفات الشيخ رحمه الله ستة موضوعات من السيرة كلها باستناد من الكتاب والسنة، وأنقل لك موضوعا من هذه الموضوعات "قال رحمه الله- الموضوع الثاني- أنه صلى الله عليه وسلم لما قال ينذرهم عن الشرك، ويأمرهم بضده وهو التوحيد، لم يكرهوا ذلك، واستحسنوه، وحدثوا أنفسهم بالدخول فيه إلا أنه لما صرح بنبذ دينهم، وتجهيل علمائهم، حينئذ شمروا له ولأصحابه عن ساق العداوة، وقالوا:

سفه أحلامنا، وعاب ديننا، وسب آلهتنا، ومعلوم أن الرسول لم يسب عيسى وأمه ولا الملائكة ولا الصالحين، ولكن لما ذكر أنهم لا يدعون ولا ينفعون ولا يفرون جعلوا ذلك سبا وشتما- فإذا عرفت هذا عرفت أن الإنسان لا يستقيم له إسلام ولو وحد الله وترك الشرك إلا بعداوة المشركين، والتصريح لهم بالعداوة والبغض، كما قال تعالى:

{لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ١.


١ سورة المجادلة آية: ٢٢.

<<  <   >  >>