للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- وضح ذلك بالمثل الذي ضربه بما في الإقناع والمنتهى من مخالفته لمذهب أحمد فضلا عن نص رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدل منه هذا أن الفقهاء لهم اجتهادات في المفاهيم، ثم أيضا رحمه الله ذكر قاعدة للعمل بما فيه خلاف، مما يدل على محبته للاتفاق وعدم الاختلاف ومحبته للدليل والأخذ به بأي طريق كان ولو انقلب الفاضل مفضولا.

ونقل القواعد الآتية عن الشيخ تقي الدين مما يدل على أنه يراها:

"ذكر الشيخ تقي الدين رحمه الله قواعد":

الأولى: أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا سن أمرين وأراد أحد أن يأخذ بأحدهما ويترك الآخر أنه لا ينكر عليه كالقراءات الثابتة، ومثل الذين اختلفوا في آية فقال أحدهما: ألم يقل الله كذا؟ وقال الآخر: ألم يقل الله كذا؟ وأنكر النبي صلى الله عليه وسلم عليهم وقال: "كل منكما محسن" ١ فأنكر الاختلاف وصوب الجميع في الآية.

الثانية: إذا أم رجل قوما وهم يرون القنوت أو يرون الجهر بالبسملة وهو يرى غير ذلك والأفضل ما رأى، فموافقتهم أحسن ويصير المفضول هو الفاضل٢.


١ رواه البخاري في كتاب الخصومات ٥/٧٠ رقم الحديث ٢٤١٠ وأيضا في كتاب الأنبياء حديث ٣٤٧٦ ٦/٥١٣.
٢ الدرر السنية جـ٤ صفحة ٦.

<<  <   >  >>