للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد جاءت من لابتداء الغاية في القرآن كثيراً وفي كتبهم أيضاً وعلى نحو لا يصح أن تأتي للتبعيض في مثل قوله "امتحنوا الأرواح هل هي من الله نحن من الله فمن يعرف الله يسمع لنا ومن ليس من الله لا يسمع لنا وكل من يحب فقد ولد من الله" (١) .

ولكنهم يحاولون التلبيس على المسلمين لتحقيق أغراضهم ولو كانت حقيقة اعتقاداتهم تناقض دعاواهم وافتراءاتهم على كتاب الله.

أما عن القسم الثاني وهو: ما يتعلق بكون عيسى عليه السلام روح من الله أو روح الله:

فإن في ذلك أموراً عدة:-

(١) ما معنى قوله تعالى {وَرُوحٌ مِنْهُ} ؟

يقول الإمام أحمد: "وأما قوله تعالى {وَرُوحٌ مِنْهُ} يقول من أمره كان الروح فيه كقوله {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ} يقول من أمره وتفسير روح الله إنما معناه أنها روح بكلمة الله خلقها كما يقال: عبد الله وسماء الله وأرض الله" (٢) .

ويقول ابن جرير: "وأما قوله {وَرُوحٌ مِنْهُ} فإن أهل العلم اختلفوا في تأويله فقال بعضهم: معنى قوله {وَرُوحٌ مِنْهُ} ونفخة منه لأنه حدث عن نفخة جبريل عليه السلام في درع مريم بأمر الله إياه بذلك فنسب إلى أنه روح من الله لأنه بأمره كان" (٣) .


(١) (١ يوحنا ٤: ١-٧) .
(٢) ابن حنبل: الرد على الجهمية ص (٤٣) .
(٣) تفسير ابن جرير ج٦ ص٣٥-٣٦.

<<  <   >  >>