للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول ابن كثير في تفسير قوله {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} إي عيسى "إنما هو عبد من عباد الله وخلق من خلقه قال له كن فكان ورسول من رسله وكلمته ألقاها إلى مريم أي خلقه بالكلمة التي أُرسل بها جبريل عليه السلام إلى مريم فنفخ فيها من روحه بإذن ربه عز وجل وكانت تلك النفخة التي نفخها في جيب درعها فنزلت حتى ولجت فرجها بمنزلة لقاح الأب والأم والجميع مخلوق لله عز وجل ولهذا قيل لعيسى إنه كلمة الله وروح منه لأنه لم يكن له أب يولد منه وإنما هو ناشئ عن الكلمة التي قال له بها كن فكان والروح التي أرسل بها جبريل" (١) .

(٢) أن (مِنْ) في قوله {وَرُوحٌ مِنْهُ} لإبتداء الغاية وليست للتبعيض يقول ابن كثير: "وليست من للتبعيض كما تقول النصارى عليهم لعائن الله المتتابعة بل هي لابتداء الغاية كما في الآية الأخرى {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ} (الجاثية:١٣) .وقد قال مجاهد في قوله {وَرُوحٌ مِنْهُ} أي رسول منه وقال غيره ومحبة منه والأظهر الأول وهو أنه مخلوق من روح مخلوقة وأضيفت الروح إلى الله على وجه التشريف كما أضيفت الناقة والبيت إلى الله" (٢) . ويقول الشنقيطي: "ولكن من هنا لابتداء الغاية يعني أن مبدأ ذلك الروح الذي ولد به عيسى حياً من الله تعالى لأنه هو الذي أحياه به. ويدل لما ذكرنا ما روي عن أبي بن كعب أنه قال: خلق الله أرواح بني آدم لما أخذ عليهم الميثاق ثم ردها إلى صلب آدم وأمسك عنده روح


(١) تفسير ابن كثير ج١ ص٥٩٠.
(٢) تفسير ابن كثير ج١ ص٥٩٠.

<<  <   >  >>