للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٥) الروح أو الروح القدس أو روح الله عند النصارى هو الأقنوم الثالث في ثالوثهم الوثني (١) وهذا مبطل لادعاء النصارى على القرآن فيما يتعلق بقوله وروح منه أو روحنا من أساسه. لأن القرآن قال عن عيسى عليه السلام إنه روح من الله سبحانه وتعالى أو سماه بذلك بينما المسيح عند النصارى هو الابن أو "الأقنوم الثاني" بزعمهم وليس هو روح الله، لأن روح الله، أو الروح، أو الروح القدس عندهم ليس عيسى عليه السلام وإنما هو الأقنوم الثالث ولكل أقنوم بحسب اعتقاداتهم وظائف وأعمال ومهمات لا يقوم بها الأقنوم الآخر فجعلهما أقنوماً واحداً لاشك أنه مبطل للتثليث النصراني جملة وتفصيلاً.

وقد جاء في الأناجيل ما يوضح أن عيسى عليه السلام كان يخرج الشياطين بروح الله مما يعني أن عيسى شيء والمقصود بروح الله شيء آخر إذ ينسب إلى عيسى قوله "ولكن إن كنت أنا بروح الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله" (٢) . وفي نص آخر يقول: "وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس ومن قال كلمة على ابن الإنسان [أي عيسى عليه السلام بزعم النصارى] يغفر له وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي" (٣) وفي نص آخر "لأن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس" (٤) وفي


(١) انظر: "القاموس الموجز للكتاب المقدس" ج١ ص (٣٠٤-٣٠٥) .
(٢) متى (١٢: ٢٨) .
(٣) متى (١٢: ١٣ - ٣٢)
(٤) متى (١: ٢٠)

<<  <   >  >>