للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمة الذين فيهم كفر أو شرك يخرجهم من الإسلام بالكلية إذا أطاعوا الله طاعة خالصة يريدون بها ثواب الله في الدار الآخرة، لكنهم على أعمال تخرجهم من الإسلام، وتمنع قبول أعمالهم؛ فهذا النوع - أيضا - قد ذكر في هذه الآية عن أنس ابن مالك وغيره، وكان السلف يخافون منها. انتهى ما ذكره -رحمه الله-.

والآيتان تتناولان هذه الأنواع الأربعة؛ لأن لفظها عام.

فالأمر خطير، يوجب على المسلم الحذر من أن يطلب بعمل الآخرة طمع الدنيا.

وقد جاء في صحيح البخاري أن من كان قصده الدنيا يجري وراءها بكل همه؛ أنه يصير عبداً لها:

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطى رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك، فلا انتفش".

ومعنى"تعس" لغة: سقط، والمراد هنا هلك، وسماه عبداً لهذه الأشياء؛ لكونها هي المقصودة بعمله؛ فكل من توجه بقصده لغير الله؛ فقد جعله شريكا له في عبوديته؛ كما هو حال الأكثر.

وقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلمفي هذا الحديث على من جعل الدنيا قصده وهمه بالتعاسة والانتكاسة وإصابته بالعجز عن انتقاش الشوك من جسده، ولا بد أن يجد أثر هذه الدعوات كل من اتصف بهذه الصفة الذميمة؛ فيقع فيما يضره في دنياه وآخرته.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الدينار والدرهم وعبد القطيفة وعبد الخميصة، وذكر فيها ما هو دعاء بلفظ الخبر، وهو

<<  <   >  >>