للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الريح، فيتوب إلى الله، والكافر والفاسق أو الجاهل يلقي باللوم على هذه المخلوقات، ولا يحاسب نفسه، ولا يتوب من ذنبه كما قال الشاعر:

يا دهر وَيحَكَ ما أبقَيتَ لي أحدا ... إذ أنت والِدُ سوءٍ تأكُلُ الوَلَد

وقال آخر:

قُبحا لِوَجهِكَ يَا زمانُ فإنَّهُ ... وُجهُ لَهُ في كُلِّ قُبحٍ بُرقُعُ

تسأل الله العافية والبصيرة في دينه.

٥- قول (لو) في بعض الحالات:

ومن الألفاظ التي لا ينبغي التلفظ بها لأنها تخل بالعقيدة، وقد ورد النهي عنها بخصوصها: كلمة (لو) في بعض المقامات، وذلك عندما يقع الإنسان في مكروه، أو تصيبه مصيبة؛ فإنه لا يقول: لو أني فعلت كذا؛ ما حصل علي هذا، أو: لو أني لم أفعل؛ لم يحصل كذا؛ لما في ذلك من الإشعار بعدم الصبر والتأسف على ما فات مما لا يمكن استدراكه، ولما يشعر به هذا اللفظ من ضعف الإيمان بالقضاء والقدر، ولما في ذلك من إيلام النفس وتسليط الشيطان على الإنسان بالوساوس والهموم.

والواجب بعد نزول المصائب التسليم للقدر والصبر على ما أصاب الإنسان، مع عمل الأسباب الجالبة للخير والواقية من الشر والمكروه بدون تلوم.

وقد ذم الله الذين قالوا هذه الكلمة عند المصيبة التي حلت بالمسلمين في وقعة أحد؛ فقال تعالى: {يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} ١، هذه مقالة قالها بعض المنافقين يوم أحد لما حصل على المسلمين ما حصل من المصيبة، قالوها يعارضون القدر ويعتبون على


١ سورة آل عمران، الآية ١٥٤.

<<  <   >  >>