للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهناك فروق بين كرامات الأولياء وخوارق السحرة والمشعوذين والدجالين:

منها: أن كرامات الأولياء سببها التقوى والعمل الصالح، وأعمال المشعوذين سببها الكفر والفسوق والفجور.

ومنها: أن كرامات الأولياء يستعان بها على البر والتقوى، أو على أمور مباحة، وأعمال المشعوذين والدجالين يستعان بها على أمور محرمة من الشرك والكفر وقتل النفوس.

ومنها: أن كرامات الأولياء تقوى بذكر الله وتوحيده، وخوارق السحرة والمشعوذين تبطل أو تضعف عند ذكر الله وقراءة القرآن والتوحيد.

فتبين بهذا أن بين كرامات الأولياء وتهريجات المشعوذين والدجالين فروقا تميز الحق من الباطل.

وكما ذكرنا؛ فإن أولياء الله حقا لا يستغلون ما يجريه الله على أيديهم من الكرامات للنصب والاحيتال ولفت أنظار الناس إلى تعظيمهم، وإنما تزيدهم تواضعا ومحبة لله وإقبالاً على عبادته؛ بخلاف هؤلاء المشعوذين والدجالين؛ فإنهم يستغلون هذه الأحوال الشيطانية التي تجري على أيديهم لجلب الناس إلى تعظيمهم والتقرب إليهم وعبادتهم من دون الله - عز وجل، حتى كوَّن كل واحد منهم له طريقة خاصة وجماعة تسمى باسمه؛ كالشاذلية، والرفاعية، والتقشبندية ... إلى غير ذلك من الطرق الصوفية.

والحاصل أن الناس انقسموا في موضوع الكرامات إلى ثلاث أقسام:

قسم غلو في نفيها، حتى أنكروا ما هو ثابت في الكتاب والسنة من الكرامات الصحيحة التي تجري على وفق الحق لأولياء الله المتقين.

وقسم غلوا في إثبات الكرامات؛ حتى اعتقدوا أن السحر والشعوذة

<<  <   >  >>