طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، فأيهما كانت قبل صاحبتها؛ فالأخرى على أثرها قريبا".
قال ابن كثير: "أي: أول الآيات التي ليست مألوفة، وإن كان الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام من السماء قبل ذلك، وكذلك خروج يأجوج ومأجوج؛ فكل ذلك أمور مألوفة؛ لأنهم بشر مشاهدتهم وأمثالهم مألوفة، فأما خروج الدابة على شكل غير مألوف، ومخاطبتها الناس، ووسمها إياهم بالإيمان والكفر؛ فأمر خارج عن مجاري العادات، وذلك أول الآيات الأرضية؛ كما أن طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات السماوية" انتهى.
وعمل هذه الدابة كما جاءت به الأحاديث؛ أنها تسم الناس المؤمن والكافر، فأما المؤمن؛ فيرى وجهه كأنه كوكب دري، ويكتب بين عينيه مؤمن، وأما الكافر؛ فتنكت بين عينيه نكتة سوداء، ويكتب بين عينيه كافر، وفي رواية: "فتلقى المؤمن، فتسمه في وجهه نكتة، فيبيض لها وجهه، وتسم الكافر نكتة سوداء، يسود لها وجهه، ويشترك الناس في الأموال، ويصطحبون في الأمصار، يعرف المؤمن الكافر وبالعكس، حتى إن المؤمن ليقول للكافر: ياكافر! اقضني حقي.
وأما صفتها؛ فقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي في "تفسيره": "وهذه الدابة المشهورة، التي تخرج في آخر الزمان، وتكون من أشراط الساعة، كما تكاثرت بذلك الأحاديث، ولم يذكر الله ولا رسوله كيفية هذه الدابة، وإنما ذكر أثرها المقصود منها، وأنها من آيات الله، تكلم الناس كلاما خارقا للعادة، حين يقع القول على الناس، وحين يمترون بآيات الله؛ فتكون حجة وبرهانا للمؤمنين، وحجة على المعاندين ... " انتهى.