والشرب والركوب على الظهر المشترى وغيره، وحيث تهلك المتخلفين منهم النار، ولو كان هذا بعد نفخة البعث؛ لم يبق موت ولا ظهر يشترى ولا أكل ولا شرب" انتهى.
وقد جاءت أحاديث تدل على أنه في آخر الزمان تخرج نار من قعر عدن، تسوق الناس إلى المحشر:
منها الحديث الذي رواه أحمد ومسلم وأهل السنن: "تخرج نار من قعر عدن، تسوق (أو: تحشر) الناس؛ تبيت معهم حيث باتوا، وتقبل معهم حيث قالوا".
وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستخرج نار من حضرموت "أو: من نحو بحر حضرموت" قبل يوم القيام تحشر الناس". قالوا: يا رسول الله! فما تأمرنا؟ قال: "عليكم بالشام"، رواه أحمد والترمذي وابن حبان في "صحيحه"، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب".
قال السفاريني: "اختلف العلماء في حشر الناس من المشرق إلى المغرب؛ هل هو يوم القيامة أو قبله؛ فقال القرطبي والخطابي وصوبه القاضي عياض: أن هذا الحشر يكون قبل يوم القيامة. وأما الحشر من القبور؛ فهو على ما في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعا؛ كما في "الصحيحين" وغيرهما: "إنكم تحشرون حفاة عراة غرلاً".
إلى أن قال:"وانتصر القاضي عياض لقول الخطابي والقرطبي بأن حديث أبي هريرة: تقبل معهم وتبيت وتصبح وتمسى ... يؤيد أن الحشر في الدنيا إلى الشام؛ لأن هذه الأوصاف مختصة بالدنيا".
وقال - أيضا -: "ذكر القرطبي في "تذكرته" أن الحشر أربع: حشران في