للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدنيا، وحشران في الآخرة؛ فاللذان في الدنيا:

المذكور في سورة الحشر، وهو اليهود إلى الشام؛ قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "اخرجوا". قالوا: إلى أين؟، قال: "إلى أرض المحشر". ثم أجلى آخرهم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من جزيرة العرب.

والحشر الثاني: المذكور في أشراط الساعة، نار تحشر من المشرق إلى المغرب؛ كما في حديث أنس وعبد الله بن سلام، وفي حديث ابن عمر - رضي الله عنهم - مرفوعا: "تبعث على أهل المشرق نار فتحشرهم إلى المغرب؛ تبيت معهم حيث باتوا، وتقبل معهم حيث قالوا، ويكون لها ما سقط منهم وتخلف، وتسوقهم سوق الجمل".

قال الحافظ ابن حجر: "وكونها تخرج من قعر عدن لا ينافي حشرها الناس من المشرق إلى المغرب؛ لأن ابتداء خروجها من عدن، فإذا خرجت؛ انتشرت في الأرض كلها.

المراد: تعميم الحشر، لا خصوص المشرق والمغرب، أو أنها بعد الانتشار أول ما تحشر أهل المشرق".

قال القرطبي: "وأما اللذان في الآخرة؛ فحشر الأموات من قبورهم بعد البعث جميعا؛ قال تعالى: {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً} ١، وحشرهم إلى الجنة والنار.

وقال على قول الناظر:

وآخِرُ الآياتِ حَشْرُ النَّارِ ... كَمَا أَتى فِي مُحْكَمِ الأخْبارِ

وقال: "وآخر الآيات العظام والعلامات الجسام: حشر النار للناس من المشرق إلى المغرب، ومن اليمن إلى مهاجر إبراهيم عليه السلام، وهو أرض


١ سورة الكهف، الآية: ٤٧.

<<  <   >  >>