للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأعمال، وتسمى الولاية، وعبادة الأحبار هي العلم والفقه، ثم تغيرت الحال إلى أن عبد من دون الله مَن ليس من الصالحين، وعبد بالمعنى الثاني من هو من الجاهلين ... " انتهى.

ومن اتخاذ الأخبار والرهبان أربابا طاعة علماء الضلال فيما أحدثوه في دين الله من البدع والخرافات والضلالات؛ كإحياء أعياد الموالد، والطرق الصوفية، والتوسل بالأموات، ودعائهم من دون الله؛ حتى إن هؤلاء العلماء الضالين شرعوا ما لم يأذن به الله، وقلدهم فيه الجهال السذج، وعدوه هو الدين، ومن أنكره ودعا إلى اتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، عدوه خارجا من الدين، أو أنه يبغض العلماء والصالحين؛ فعاد المعروف منكرًا، والمنكر معروفا، والسنة بدعة، والبدعة سنة، حتى شب على ذلك الصغير، وهرم عليه الكبير، وهذا من غربة الدين، وقلة الدعاة المصلحين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وإذا كان لا يجوز اتباع أئمة الفقه المجتهدين فيما أخطؤوا فيه من الاجتهاد مع أنهم معذورون ومأجورون فيما أخطؤوا فيه من غير قصد؛ إلا أنه يحرم على الخطأ؛ فكيف لا يحرم تقليد هؤلاء المضللين والدجالين، الذين أخطؤوا فيما لا يجوز الاجتهاد فيه، وهو أمر العقيدة؛ لأن العقيدة توقيفية، تتوقف على النصوص، ولكن الأمر كما قال تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ مُبْطِلُونَ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ} ١.

وإلى جانب هؤلاء المغرقين في التقليد الأعمى في الأصول والفروع، إلى جانبهم جماعة أخرى على النقيض منهم، ترى وجوب الاجتهاد على كل أحد، ولو كان جاهلاً لا يحسن قراءة القرآن ولا يعرف سيئا عن العلم، ويحرمون

١ سورة الروم، الآيتان: ٥٨ ـ ٦٠.

<<  <   >  >>