للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحفظ أهل الدنيا، وإن كان أملى بعضه من حفظه فهذا ممكن ... """١".

قلت: الذي تدل عليه الحكاية أنه أملى جميع كتاب العلل الموجود، كما هو الظاهر، وراويها إمام من الأئمة الثقات، وتلميذ من تلاميذ الدَّارَقُطْنِيّ، وهو أبو بكر البَرْقانِيّ"٢".

قال القاضي أبو الطيب الطبري: ""وسألت البَرْقانِيّ: قلت له: كان أبو الحسن الدَّارَقُطْنِيّ يملي عليك العلل من حفظه؟ فقال: نعم ... """٣".

والإمام الذهبي على هذا الرأي، إلا أنه قال هذا لِبيان عِظَم الأمر، ولذلك علّق على القصة في "تاريخ الإسلام" بقوله:

""قلت: وهذا شيء مدهش، كونه يملي العلل من حفظه، فمن أراد أن يعرف قدر ذلك فليطالع كتاب "العلل" للدارقطني ليعرف [كيف] "٤" كان الحفاظ"""٥".

والحديث عن كتاب الدَّارَقُطْنِيّ في العلل جزء من الحديث عن رسوخ الدَّارَقُطْنِيّ في معرفة العلل، وقد تحدثت عنه في مبحث مؤلفاته بما يَفِي بالغرض المطلوب هنا.

وفيما يلي بعض النقول، من كتاب "العلل" للدارقطني رحمه الله تعالى،


"١" "سير أعلام النبلاء": جـ١٠ ق٥٢٣.
"٢" انظر: ترجمته في الفصل الأول، من الباب الأول.
"٣" "تاريخ دمشق": جـ٢٢ ق٢٦٢أ.
"٤" زيادة من عندي ليستقيم الكلام.
"٥" "تاريخ الإسلام": جـ٥ ق٥.

<<  <   >  >>