الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه.
أما بعد: فهذه هي الطبعة الأولى من بحث "الإمام الدارقطني، وآثاره العلمية"، وهو دراسة لحياته، ومكانته العلمية، ومؤلفاته، لا سيما كتاب "السنن". وهو موضوع كتبتُهُ أطروحةً علميةً لنيل درجة الدكتوراه، وكان عنوانه:"الإمام الدارقطني، وكتابه: السنن"، وقد رأيت تغيير هذا العنوان نظراً لطبيعة المادة التي اشتملت عليها الرسالة، وكذلك أخذاً باقتراح بعض الإخوة الفضلاء الذين اطّلعوا عليها.
وعلى الرغم من أن مناقشة الرسالة كانت في عام ١٤٠٣هـ، إلا أنني أرجأت نشرها، لأسباب متعددة، منها ما رأيته من تَوَزُّع موضوعات البحث، وتعدّدها، وقد أُخذ عددٌ منها موضوعاتٍ لرسائل علمية؛ فبدا لي بأن هذا مما يُضْعف جدوى نشرها.
لكن بعد مضيّ هذا الوقت الطويل، وبعد مراجعتي للرسالة رأيت، وتذكرت ما بُذل فيها من جهدٍ مضنٍ، واتضح لي أنها قد أَعطت فكرةً واضحةً عن الإمام الدارقطني ومؤلفاته، لا سيما كتابه:"السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وعلى الرغم من عدم رضاي عن إقدامي على دراسة كتاب السنن قبل تحقيقه، إلا أنني قد وقفتُ، من خلال هذه الدراسة، على الحقيقة التي ينبغي توضيحها للناس، وهي أن كتاب الإمام الدارقطني هذا، وإن كان اسمه "السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"، إلا