وكما يدل على ذلك إحالات المؤلف في الكتاب في بعض الأحيان كما في "السنن" ١/١٦٧ قال في حديث: "وقد كتبناه قبل هذا".
وكما في "السنن": ٤/٨١ قال: "وحديث مسعدة يأتي بعد هذا"، فذكر حديث مسعدة في ٤/٩٩.
ولكنني أرجح أن بعض هذا الخلل في الترتيب راجع إلى السبب الأول وهو نسخة السنن، بدليل ما يأتي:
١- في "السنن": ٤/٦٧ قال: "كتاب الفرائض والسير، وغير ذلك". فأورد فيه الأحاديث إلى ص ١٠١، وكلها في الفرائض فقط، ثم ذكر كتاباً آخر فقال في ٤/١٠١:"كتاب السير".
وأورد الأحاديث فيه إلى ص١١٩، ثم قال:"بقية الفرائض" فما سبب هذا لولا أنه النسخة؟.
٢- ومثل هذا أنه بعد "كتاب الصلاة" ذكر "كتاب الجمعة" ثم "كتاب الوتر" ثم "كتاب العيدين" ثم "كتاب الجنائز" ثم بعد هذا كله ذكر "جواز العمل القليل في الصلاة"، "قضاء المغمى عليه ووقت صلاة التطوع"، "الرجل يغمى عليه وقت الصلاة هل يقضي؟ "، "الالتفات في الصلاة"، "الإشارة في الصلاة".
فهذه الأبواب الأخيرة ظاهر أن مكانها في كتاب الصلاة، فما الذي أخرها هذا التأخير.
٣- وفي ٢/٢١٢،٢١٣ ذكر أحاديث كان قد ذكرها في ٢/١٨٧. فمثل هذا التصرف في السنن يجعلني أرجّح ما رجّحت، والله أعلم.