للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التخليط ... فلذلك قال: "رديء الحفظ كثير الوهم".

فأين اتباع الهوى؟ وأين الاضطراب ... "! "١" في عبارات الدَّارَقُطْنِيّ؟

قلت: وإن توقف متوقف في هذا التخريج، الذي أنزلتُ عليه عبارات الدَّارَقُطْنِيّ؛ محتجّا بِجِدِّته أو بغير ذلك؛ فإنى أقول:

ليس هذا الفهم جديداً، بل هو من الضوابط التي ينبغي أن يتنبه لها كل متكلم في الجرح والتعديل، وقد راعى ذلك العلماء عمليا، وتطبيقاتهم في كتب الجرح والتعديل شاهده به.

وقد صرّح بعضهم بضرورة هذا التخريج، عند الوقوف على اختلاف ألفاظ الجرح والتعديل في الرواة.

وممن صرح به الحافظ ابن حجر، حيث قال في مقدمة "لسان الميزان" "وينبغي أن يتأمل أيضاً أقوال المزكين ومخارجها: فقد يقول المعدل: فلان ثقة. ولا يريد به أنه ممن يحتج بحديثه"٢"، وإنما ذلك على حسب ما هو فيه، ووجه السؤال له، فقد يُسأل عن الرجل الفاضل المتوسط في حديثه فيقرن بالضعفاء، فيقال: ما تقول في فلان، وفلان، وفلان؟.

فيقول: فلان ثقة. يريد به أنه ليس من نمط من قُرن به.

فإذا سئل عنه بمفرده بيّن حاله في التوسط.

فمن ذلك أن الدوري قال عن ابن معين أنه سئل عن ابن إسحاق،


"١" "التنكيل ... "، للمعلمي: ١/٣٦٣-٣٦٤.
"٢" وانظر أيضاً: "فتح المغيث": ١/٣٤١.

<<  <   >  >>