والحديث صحيح عند أهل السنَّة، قال فيه الترمذي:"حديث حسن صحيح"، وصححه ابن حبان والحاكم، وقال:"هذا حديث صحيح ليس له علَّة"، ووافقه الذهبي.
وقال الحافظ أبو نعيم:"هو حديث جيِّد من صحيح حديث الشاميين"، كما في جامع العلوم والحكم (٢/١٠٩) ، وحسَّنه البغوي في شرح السنة (١٠٢) ، وصححه الألباني في تعليقه على السنة لابن أبي عاصم (١/١٨ ـ ٢٠) وغيره.
والحديث مشتملٌ على الترغيب في اتِّباع السنَّة والتحذير من البدع، وبيان أنَّها كلَّها ضلالةٌ، ومثل ذلك حديث أنس رضي الله عنه في حديث طويل:"فمَن رغب عن سنَّتي فليس منِّي"، أخرجه البخاري (٥٠٦٣) ، ومسلم (١٤٠١) .
وحديث العرباض رضي الله عنه من جوامع كَلِمِه صلى الله عليه وسلم، وقد أدخله النووي في كتابه الأربعين، وهو الحديث الثامن والعشرون منه، والمعنى في هذا الحديث هو المعنى في قول الله عزَّ وجلَّ:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} .
وأمَّا حديث افتراق الأمَّة إلى أكثر من سبعين فرقة، فقد جاء عن جماعة من الصحابة، منهم معاوية رضي الله عنه، أخرجه أحمد (١٦٩٣٧) ، وأبو داود (٤٥٩٧) وغيرهما، ولفظه عندهما:"إنَّ أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملَّة، وإنَّ هذه الأمَّة ستفترق على ثلاث وسبعين ملَّة يعني الأهواء، كلُّها في النار إلاَّ واحدة، وهي الجماعة".
وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٢٠٤) ، وهو صحيح لشواهده التي جاءت عن أنس وعبد الله بن عمرو بن العاص وعوف بن مالك وأبي أمامة رضي الله عنهم، وانظر تخريجها في التعليق على المسند لشعيب الأرنؤوط وغيره (١٦٩٣٧) ، وقال الحاكم في المستدرك (١/٦) عن