للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ينهى عن هدم البيوت وإهلاك الحرث وقطع الشجر المثمر، ويأمر بألا يسل مسلم حسامه إلا عند أقصى الضرورة ... وأنحى باللائمة على بعض رجاله فعوض بالمال مما اقترفوه وهو الذي رأى أن النفس الواحدة خير من كل الغنائم" (١) ثم يقول: "ولا يستطيع أحد أن يشك في إخلاص محمد، فحياته شاهدة على اعتقاده صدق رسالته التي حمل أمانتها الثقيلة ببطولة، وإن قوة إبداعه وعبقريته الواسعة وذكائه العظيم وبصره النافذ وقدرته على ضبط نفسه وعزمه المكين وحذره وحسن تدبيره ونشاطه وطراز عيشه مما يمنع عد ذلك الموحى إليه الموهوب الجلي مبتلى بالصرع" (٢) .

إن مثل هذه الشهادات الإيجابية والمواقف الرائعة من مستشرق فرنسي عاش في ظل فترة تموج بالفكر المتعصب ضد الإسلام "النصف الأول من القرن العشرين" كفيلة بأن تؤكد لنا أن الاعتراف الحر والتعبير المنصف في حق نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام لم يكن لينعدم ويخبو أثره، وهو يؤكد لنا بقوة أن التفكير الحر إذا رام النزاهة والموضوعية وتخلى عن التعصب والتحامل لا بد أن يعبر عن الحقيقة وينقل وقائع الأمور كما هي بموضوعية وحياد وإنصاف.

وبالرغم من موضوعية درمنغهم وإنصافه فإنه لا يمكن أن ننكر وقوعه في بعض الأخطاء والزلات التي لا يمكن أن يتجرد منها من لم يقتنع بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وكونه خاتم الأنبياء والمرسلين.


(١) Ibid, p.
(٢) Ibid,.

<<  <   >  >>