أنشط الناس وأكثرهم مثابرة وجهادا، والإسلام هو الدين الوحيد الذي جاء عقب نشأته بالفتوح الواسعة العجيبة والحضارة السامية العظيمة؟ إن كلمة "إسلام" تعني الرضا بأوامر الله أي بما لا يمكن لأي قوة إنسانية أن تحول دونه... فهذه العقيدة إذن بعيدة كل البعد عن أن تكون مصدر ضعف، إنها على العكس من ذلك مصدر قوة نفسية لا تضارع بالنسبة إلى المسلم، تعينه على احتمال المحن والشدائد" (١) .
لم ينهج ناصر الدين دينيه في كتابه الموجز "٣٠٠ صفحة من القطع الصغير" نهج التأليف المعهود في السيرة النبوية وإنما سار في ذلك على النهج التاريخي منتقيا محطات مهمة في السيرة وقف عندها متأملا ومحللا وضمنها في عشرة فصول، وكان يقف من حين لآخر عبر مباحث محددة لكي يبرز الوجه المشرق للإسلام من خلال رده على الشبهات والطعون بطريقة غير مباشرة وذلك مثل المباحث التالية:
محمد والراهب "في الفصل الثاني".
محمد عليه السلام لم يؤلف القرآن "في الفصل الثالث".
السبب في إنكار الغرب أثر الإسلام في الحضارة الغربية "في الفصل العاشر".