للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم نعم إنه قتل أناساً في مغازيه الشريفة، إلا أن قتله كان لذوي التعصب عليه المحاربين له، العاصين لشريعته الغرّاء السامية، المريدين إبطال دينه الحق، المخاتلين له، الجاعلين عليه الفتن غير هادئة، كما يوجد شرح ذلك (بالتفصيل) في القرآن الشريف عن سبب نزول الآيات الواردة بحق ذلك، وكما (نراه ينصحهم المرات العديدة) قبل قتاله لهم، ويتهددهم ويتوعدهم ويوعدهم، لكي يميلهم عن كفرهم وشرهم (وإلحاق الضرر به وبدينه الحق) ١، وحينما لم (يقبلوا قوله) ٢، ولم يرجعوا عما هم عليه من الكفر والضلال والشرك، كانت تنزل


١ في النسختين " وأننا كما ننظره فيها كان المرات العديدة ينصحهم"، واستقامتها ما أثبت. وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي أمراءه على الجيوش أن يدعوا المشركين إلى ثلاث خصال قبل قتالهم، فروى مسلم في صحيحه ٣/١٣٥٦ عن بريدةرضي الله عنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميراً على جيش أو سرية، أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال:" اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولاتغلوا ولاتغدروا ولاتمثلوا ولاتقتلوا وليداً، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال، فأيتهن ماأجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم..فإن هم أبوا فسلهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم ".
٢ في. ت "حينما لم يريدوا العطوف لقوله"، وفي. د " وحينما لم يريدوا القبول لقوله" وفصاحتها ما أثبت.

<<  <   >  >>