وثالثاً: أن إشعيا قد قال عنه بأنه ((أب الأخير)) وفي الحقيقة أنه صار أباً، واستولى على الدهر الأخير، فهو خاتم الأنبياء والمرسلين، لأنه لم يقم بعده صلى الله عليه وسلم نبي١.
ورابعاً: قد قال عنه إشعيا أنه ((سيد السلام)) ، أعني أنه رئيس الإسلام والمسلمين، الذين هم الأمة المخلصة الدين، والحب لله تعالى، وأهل الوداد والعهود، أعني السلام والتسليم، وأشار إشعيا بلفظة ((سلام))
١ في. ن. ع. قال: أباً أبدياً ويؤيد قول المصنف رحمه الله حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهاتين ويشير بأصبعيه فيمدهما". أخرجه البخاري في كتاب الرقاق. انظر صحيح البخاري مع فتح الباري ١١/٣٤٧، ومعنى ذلك شدة التقارب بينهما كما بين السبابة والوسطى، وأنه رسول الساعة عليه الصلاة والسلام، فليس بعده نبي. انظر الفتح الموضع السابق. ووصف الأبوة للزمان الأخير تنطبق على النبي صلى الله عليه وسلم لما في الأبوة من معاني الرحمة والتعليم والهداية والحرص على إيصال الخير للأبناء ودعوتهم إليه. وهذه الصفات موجودة في في النبي صلى الله عليه وسلم على أكمل وجه. والله أعلم.