للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

-على مذهب أصحاب علم المعاني والبيان هي رئاسته بسيفه، الذي كان يعلقه على كتفه، كعادة العرب إلى الآن*،- وإما على وجه الحقيقة تكون الشامة الكبيرة المكتوبة هي العلامة التي كانت على كتفه، التي لا تقبل أدنى شبهة] ١.

وهذه الصفات قد وجدت فيه حقيقية ظاهرة، أي في النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وليست مجازية، (وإذا وجدت) الحقيقة فلامحل للمجاز، فكيف يسلّم العقل قبولها على سيدنا عيسى عليه السلام، الذي لم تنطبق عليه، مع أنه ليس مفتقراً إلى سرقة الشهادات التي قيلت عن المختار صلى الله عليه وسلم، إذ أنه قيل عنه من إشعيا ومن الأنبياء شهادات أخر كثيرات، التي لم تنطبق على غيره، حتى ولا على نبينا المصطفى صلى الله عليهما وسلم أفضل الصلاة وأتم السلام.


* حاشية: اعلم أنّ البين الواضح الذي قد يحمل عليه هذا المعنى حرفياً، الذي هو إشعيا بأن رئاسته على كتفه، وهو أن هذه الرئاسة هي الدلالة التي كانت في منكبه الشريف، التي كانت تشير على رئاسته، وتسمى خاتم النبوة، وهي شامة كبيرة في لحم كتفه مكتوبة وشهيرة، وكما قررنا في حاشية سابقة أن هذه الجملة في العبراني أيضاً لها محذوف مقدر وهو لفظة علامة، أعني أن علامة رئاسته تكون على كتفه، وهذه العلامة كانت بالواقع على كتف رسول الله، وقد وصل إلينا خبرها بالتسلسل خلفاً عن سلف، بأنه صلى الله عليه وسلم كانت له علامة على كتفه كشامة كبيرة مكشوفة واشتداد ذراعه.
ملاحظه: استخدم في الحاشية هنا بدلاً من الصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام كلمة صلعم وهي الكلمة الوحيدة في هذه المخطوطة ولعلها من الناسخ، وهي اختصار قبيح لا يجوز استعماله.
١ نص العبارة في. ت الذي رئاسته متعلقة على كتفه، أعني أن رئاسته بسيفه الذي كان يعلقه على كتفه كعادة العرب إلى الآن والمثبت من. د.

<<  <   >  >>