للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يوحنا الإنجيلي –أحد حواريي سيدنا عيسى–، وقوماً منهم قالوا: [إن هذه الآية مقولة] عن (عيسى نفسه) ١.

فأجيب: إن هذين القولين منقوضان، لأن يوحنا الإنجيلي ماتسمى نبياً على الإطلاق، ولا نعت بأنه أعظم من كل الأنبياء، إذ إن بعضاً من النصارى قالوا: إن بطرس الحواري أعظم منه، وقوماً قالوا: إنه مساو لبطرس٢، (ومع ذلك فإنه ليس يوحنا الإنجيلي فقط الذي لم يكن نبياً، بل لم يكن بعد عيسى من قومه نبي، فضلاً عن أن يدعى أنه أعظم الأنبياء) ٣، وصريح الآية تشهد عن الأصغر بأنه نبي، وأنه أعظم من كل الأنبياء.

وأما الذين فسروا هذه الآية على شخص عيسى فنقول لهم: إن سيدنا عيسى ليس هو من مواليد النساء الطبيعية المعتادة، كمثل المعمداني،


١ هناك قول ثالث يدعيه كثير منهم، وهو زعمهم أن المراد به أقل نصراني أعظم من جميع الأنبياء، لأن النصارى آمنوا بالمسيح المصلوب في زعمهم، فاستحقوا أن يكونوا بذلك أعظم ممن لم يتحقق لهم ذلك. انظر تفسير العهد الجديد، وليم باركلي ١/٢٣٦، وتفسير العهد الجديد، إصدار دار الثقافة ص٢٩.
٢ انظر قاموس الكتاب المقدس ص١٧٧،١١٠٩.
٣ عبارة مابين القوسين في النسختين هكذا ومع ذلك أنه ليس يوحنا الإنجيلي وحده ماتسمى نبيا بعد عيسى ولاخلافه ادعى بعظمة النبوة، وكتبتها حسب ما فهمت من مراد المصنف.

<<  <   >  >>