للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عنهم هذه الأقوال إنهم آلهة بالذات ومساوين لله تعالى في الجوهر، وكما (أنه) إذا قلنا: إن زيداً له صورة القمر فهو عديل القمر، ولا يفهم منها أن زيداًً عديل القمر بالجوهر، بل المعادلة له في الصورة١. (وعلى هذا المثال تفهم تلك الجملة التي هي٢ قوله الذي إذا كان له صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون عديل الله، ويستفاد منها أن المعادلة بالصورة وليس بالجوهر)


١ جاء في. د بعد قوله بالصورة نص الحاشية نفسها الواردة في. ت ص ٩٤.
٢ في. تقد يفهم من هذه الجملة الذي هو قوله إذا كان وهي ركيكة واستقامتها كما أثبت.
٣ حاشية: اعلم أنّ بولس نفسه يؤكد هذا الشرح في غلاقة هذه الجملة بقوله ولكنه أخلى ذاته، أي أنه تنازل وترك شرف هذه الصورة الفائقة. إذ أنه أخذ صورة عبد، أعني: أنه تظاهر بصورة عبد مثل باقي الناس مع سيادته ومعادلته لله في الصورة وشرفه السامي لكي يعلمنا التواضع ويرينا أن الله أثاب هذا الذي ترك ذاته الصائر بشبه الناس رفعة، لأنه يقول: ولذلك رفعه الله، وفي نسخة أخرى يقول: أعلاه الله إعلاءً ومنحه اسما يفوق كل اسم. فهل يجوز عند النصارى أن يقال عن اللاهوت أخلى ذاته، وأنه يعطي مراتب مثل التي ذكرها بولس وعلقها بالمخلي ذاته. أي أن الله رفعه ومنحه اسماً يفوق كل اسم وهذا الرأي ماأظنه يقال ولا من الكافرين.
وقد اختلف نص الحاشية في. د كما ذكرت ص ٩٠ على النحو الآتي اعلم أن بولس نفسه يؤكد هذا الشرح في ختام هذه الجملة بقوله ولكنه أفرغ ذاته، أي أنه تواضع وترك شرف هذه الصورة الفائقة، إذ أخذ صورة عبد، أي أنه تظاهر كعبد مثل باقي الناس ورضي أن يحسب مع الخطاة، مع صلاحه ومعادلته لله في الصورة وشرفه السامي، الذي هو صورة الله كيما يعلمنا التواضع، ويرينا كيف أن الله أثاب هذا الذي أخلى ذاته الصائر بشبه الناس رفعة، لأنه يقول وكذلك رفعه الله، وفي نسخة أخرى يقول أعلاه الله إعلاء ومنحه اسماً يفوق كل اسم. فهل يجوز عند النصارى أن يقال عن اللاهوت إنه أخلى ذاته أي انتقل، أو يقال عنه إنه يعطي مراتب جزاء مثل التي ذكرناها، أي أن الله رفعه ومنحه اسما فائقا.؟ ‍ وهذا الرأي ماأظنه يقال، بل إن النصارى تكفر من يقوله. وقد استمر نص الحاشية في. د إلى قوله ووهبه اسما يفوق كل اسمالوارد ضمن المتن في نسخة. ت.

<<  <   >  >>