للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[نعم] سيدنا عيسى١ لما تجلي عليه لمعت ثيابه كالثلج٢، ولكن موسى حينما نزل من الجبل [من مناجاة الله سبحانه له] كان يضع على وجهه برقعا ليغطي به ذاك البهاء الذي كان فيه، وذلك (البهاء) لم يكن٣ وجوده (ساعة) كالتجلي بل بقي زماناً طويلاً٤.

فهذه المقولات والمقابلات قد أوردتها ليس لأن عندي أن سيِّدنا عيسى هو دون [سيدنا] موسى عليهما السلام حاشا وكلا، وإنما ليعلم أن المسيح ليسبزائد عن موسى ولا هو إلهاً له كما [يزعم] النصارى.

وبقي علينا أن نشرح ونبين الآيات والعجائب التي فعلهاموسى ولم يفعل سيدنا عيسى مثلها٥ ولم يرد على يديه مثل


١ في. د ((المسيح)) .
٢ مرقس ٢:٩ وفيه ((وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد بهم إلى جبل عال منفردين وحدهم، وتغيرت هيئته قدامهم وصارت ثيابه تلمع بيضاء جداً كالثلج)) .
٣ في النسختين ((ليس كان)) .
٤ خروج ٢٩:٣٤.
٥ سبق أن علقنا على عزوه الآيات إلى فعل الأنبياء، وأن الأولى أن يقال: إن الله يجريها على أيديهم. كما أفيد هنا أن الآيات التي يذكرها المصنف هي مما ذكره اليهود والنصارى في كتبهم، وقد تكون الآية من ناحية ثبوتها صحيحة، وقد تكون غير صحيحة، لأن مصادر اليهود والنصارى في هذا غير موثقة، فلا يمكن الاعتماد على صدق خبرها ما لم يصدق القرآن أو السنة الصحيحة الخبر. وهي مع هذا حجة في هذا على النصارى، لأنهم يفرون بالتوراة الموجودة، ويعتقدون قداستها.

<<  <   >  >>