للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ونختم هذا الباب بقول مختصر١.

ونقول: إن النصارى يقولون: إنهم هم أبناء الله بواسطة الإيمان والمعمودية، وقد ورد عندهم في كتابهم بأن من ولده فما يخطئ٢، وأننا نرى إلى الآن الخطايا جميعها التي يدعو إليها إبليس والشهوات [يفعلها] النصارى، وقد ظهرت فيهم واستحوذت عليهم ليس بأقل من الخارجين عن معتقدهم، بل أكثر وأبلغ، ولم نر لهم ميزة تميزهم عن غيرهم في شئ، فلا يخلو إما أن يكون هؤلاء النصارى [لا يخطئون] من حيث إنهم أبناء الله، ومولودين من الروح الصالح، وخلصهم المسيح من الخطيئة ومن يد إبليس، كما ورد عنهم في كتابهم وهو صدق وحق، وإما أنهم أي النصارى إذا كانوا يخطئون دائماً، مثل الذين هم خارجون عن اعتقادهم، كما يرى ظاهراً فيهم، فليسو هم أبناء الله كما يزعم كتابهم عنهم ولا خلصهم المسيح من يد إبليس، ويكون كتابهم في هذا الباب متقول ٣.


١ في. ت ((بهذا القياس)) وفي. د ((بمختصر القول)) وفصاحتها ما ذكرت.
٢ رسالة يوحنا الأولى ١٨:٥.
٣ يقصد أن النصارى إذا كانوا يذنبون كما هو معلوم عنهم، فهم مثل غير النصارى من أصحاب الملل الأخرى الذين يذنبون أيضاً، فبالتالي لا يصح ادعاء أنهم أبناء الله، ولا أن المسيح خلصهم من إغواء إبليس لهم كما يزعم كتابهم. فيكون بهذا دعوى كتابهم: أنهم أبناء الله، وأنهم لا يخطئون دعوى باطلة.

<<  <   >  >>